* كأن غمامة برقت عليهم * من الأصياف ترجسها الرعود * عزمت على إقامة ذي صباح انتهى ولا يخفى أن هذه الأبيات أجنبية لا يظهر ارتباطها بالبيت الأخير.
والمصاع: مصدر ماصع أي: قاتل والمصع: الضرب بالسيف. وقوله: على إقامة ذي صباح لا يبعد أن يكون على تقدير: على إقامة ليل ليل ذي صباح. وما: زائدة للتوكيد. يقول: عزمت على الإقامة إلى وقت الصباح لأني قد وجدت الرأي والحزم قد أوجبا ذلك. ثم قال: لأمر ما يسود من يسود يريد: أن الذي يسوده قومه لا يسودونه إلا لشيء من الخصال الجميلة والأمور المحمودة رآها قومه فيه فسودوه لأجلها.
أنشد صاحب الكشاف هذا البيت في سورة الإخلاص في جواب السائل: لم كانت هذه السورة مع قصرها عدل القرآن قال الجاحظ في كتاب شرائع المروءة: وكانت العرب تسود على أشياء: أما مضر فتسود ذا رأيها وأما ربيعة فمن أطعم الطعام وأما اليمن فعلى النسب. وكان أهل الجاهلية لا يسودون إلا من تكاملت فيه ست خصال: السخاء والنجدة والصبر والحلم والتواضع والبيان وصار في الإسلام سبعا. وقيل لقيس بن عاصم: بم سدت قومك قال: ببذل الندى وكف) الأذى ونصرة المولى وتعجيل القرى. وقد يسود الرجل بالعقل والعفة والأدب والعلم. وقال بعضهم: السودد اصطناع العشيرة واحتمال الجريرة.
وقال الأصمعي: ذكر أبو عمرو بن العلاء عيوب جميع السادة وما كان فيهم من الخلال المذمومة إلى أن قال: ما رأيت شيئا يمنع من السودد إلا قد رأيناه في سيد: وجدنا الحداثة تمنع السودد وساد أبو جهل بن هشام وما طر شاربه ودخل دار الندوة وما استوت لحيته.
ووجدنا البخل يمنع السودد وكان أبو سفيان بخيلا عاهرا وكان عامر بن الطفيل بخيلا فاجرا وكان سيدا. والظلم يمنع من السودد