صدق فإن من قطع أخاه وصرمه كان بمنزلة من قاتل بغير سلاح.
وقد أورد هذا البيت أبو عبيد القاسم بن سلام في أمثاله وقال: هو مثل في استغاثة الرجل بأهل الثقة. و الهيجا: الحرب تمد وتقصر. قال ابن خلف: وهي فعلاء أو فعلى فمن قصرها فيكون المحذوف منها ألف المد دون ألف التأنيث. وإنما كان حذف ألف المد أولى من حذف ألف التأنيث لوجهين: أحدهما أن ألف التأنيث لمعنى وألف المد لغير المعنى فكان حذف ما ليس لمعنى أولى مما جاء لمعنى.
والثاني: أن جميع ما قصر مما همزته للتأنيث لا ينصرف بعد القصر ولو كان المحذوف منه همزة التأنيث لانصرف الاسم لزوال علامة التأنيث كما صرفت قريقر وحبير مصغري قرقرى وحبارى لزوال علامة التأنيث منه. ألا ترى قوله: يا رب هيجا هي خير من دعه قصره ولم يصرفه والقصر فيه ضرورة وقيل: هو لغة. ولو كان المحذوف منه ألف التأنيث لقال: يا رب هيجا هي خير وكان ينون هيجا ويذكرها ويقول هو خير ولا يقول هي خير.
وهذا البيت أول أبيات لمسكين الدارمي. وبعده:
* وإن ابن عم المرء فاعلم جناحه * وهل ينهض البازي بغير جناح * * وما طالب الحاجات إلا معذبا * وما نال شيئا طالب لنجاح * * لحا الله من باع الصديق بغيره * وما كل بيع بعته برباح * * كمفسد أدناه ومصلح غيره * ولم يأتمر في ذاك غير صلاح * وفي الأغاني وغيره إن مسكينا الدارمي لما قدم على معاوية أنشده * إليك أمير المؤمنين رحلتها * تثير القطا ليلا وهن هجود *