خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٦٧
* على الطائر الميمون والجد صاعد * لكل أناس طائر وجدود *) وسأله أن يفرض له فأبى عليه وكان لا يفرض إلا لليمن فخرج من عنده وهو يقول: أخاك أخاك إن من لا أخا له الأبيات ولم يزل معاوية كذلك حتى كثرت اليمن وعزت قحطان وضعفت عدنان فبلغ معاوية أن رجلا من اليمن قال: هممت أن لا أحل حبوتي حتى أخرج كل نزاري بالشام. فرض من وقته لأربعة آلاف رجل من قيس. فقدم لذلك على معاوية عطارد بن حاجب فقال له: ما فعل الفتى الدارمي الصبيح الوجه الفصيح اللسان يعني مسكينا فقال: صالح يا أمير المؤمنين قال: أعلمه أني قد فرضت له فله شرف العطاء وهو في بلاده فإن شاء يقيم بها أو عندنا فليفعل فإن عطاءه سيأتيه وبشره بأني قد فرضت لأربعة آلاف من قومه. فكان معاوية يغزي اليمن في البحر وتميما في البر فقال النجاشي وهو شاعر اليمن:
* ألا أيها الناس الذين تجمعوا * بعكا أناس أنتم أم أباعر * * أيترك قيسا آمنين بدارهم * ونركب ظهر البحر والبحر زاخر * * فوالله ما أدري وإني لسائل * أهمدان تحمي ضيمها أم يحابر * * أم الشرف الأعلى من أولاد حمير * بنو مالك أن تستمر المرائر * فرجع القوم جميعا عن وجههم فبلغ ذلك معاوية فسكن منهم وقال: أنا
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»