خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٥٥
* تعدون عقر النيب أفضل مجدكم * بني ضوطرى لولا الكمي المقنعا * على أن الفعل قد حذف بعد لولا بدون مفسر. أي: لولا تعدون.
قال المبرد في الكامل: لولا هذه لا يليها إلا الفعل لأنها للأمر والتحضيض مظهرا أو مضمرا كما قال: تعدون عقر النيب البيت أي: هلا تعدون الكمي المقنعا. ومثله قدر ابن الشجري في أماليه وقال: أراد لولا تعدون الكمي أي: ليس فيكم كمي فتعدوه.
وكذلك قدره أبو علي في إيضاح الشعر في باب الحروف التي يحذف بعدها الفعل وغيره وقال: فالناصب للكمي هو الفعل المراد بعد لولا وتقديره: لولا تلقون الكمي أو تبارزون أو نحو ذلك إلا أن الفعل حذف بعدها لدلالتها عليه.
فكل هؤلاء كالشارح جعل لولا تحضيضية وقدر المضارع لأنها مختصة به. وخالفهم ابن هشام في المغني فجعلها للتوبيخ والتنديم وتختص بالماضي وقال: الفعل مضمر أي: لولا عددتم. وقول النحويين: لولا تعدون مردود إذ لم يرد أن يحضهم على أن يعدوا في المستقبل بل المراد توبيخهم على ترك عده في الماضي. وإنما قال تعدون على حكاية الحال فإن كان مراد النحويين مثل ذلك فحسن.
وتعدون اختلف في تعديته إلى مفعولين: قال ابن هشام في شرح الشواهد:
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»