خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٥٦
اختلف في تعدي عد. بمعنى اعتقد إلى مفعولين فمنعه قوم وزعموا في قوله:
* لا أعد الإقتار عدما ولكن * فقد من قد رزيته الإعدام * أن عدما حال. وليس المعنى عليه. وأثبته آخرون مستدلين بقوله:
* فلا تعدد المولى شريكك في الغنى * ولكنما المولى شريكك في العدم *) وقوله: تعدون عقر النيب الخ. ه وجه الاستدلال في البيت الأول أن قوله شريكك. وفي البيت الثاني أن قوله أفضل مجدكم معرفتان لا يجوز نصبهما على الحالية لأنها واجبة التنكير.
وقوله: الكمي المقنعا منصوب على أنه المفعول الأول لتعدون المحذوف بتقدير مضاف والمفعول الثاني محذوف أي: لولا تعدون عقر الكمي أفضل مجدكم. ولا يجوز أن يكون من العد بمعنى الحساب قال اللخمي في شرح أبيات الجمل وأما عد من العدد وهو إحصاء الشيء فيتعدى لمفعولين أحدهما بحرف الجر. وقد يحذف تقول: عددتك المال وعددت لك المال. ه.
فهو متعد باللام وتقدير من لا يستقيم. وقدر بعضهم من حروف الجر من وقال: هلا تعدون ذلك من أفضل مجدكم. نقله ابن المستوفى في شرح أبيات المفصل. وفيه نظر. وذكر أيضا وجوها أخر: منها أن أفضل مجدكم بدل من عقر النيب. وفيه أن هذا ليس بدل اشتمال ولا بدل بعض لعدم الضمير ولا بدل كل لأنه غيره ولا بدل غلط لأنه لم يقع في الشعر. و منها أنه منصوب على
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»