خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٥١
قال سيبويه: وسألت الخليل عن هذا البيت فزعم أنه ليس على التمني ولكن بمنزلة قول الرجل: فهلا خيرا من ذاك كأنه قال: ألا تروني رجلا جزاه الله خيرا قال ابن هشام في المغني: ومن معاني ألا العرض والتحضيض ومعناهما طلب الشيء ولكن العرض طلب بلين والتحضيض طلب بحث وتختص ألا هذه بالفعلية ومنه عند الخليل هذا البيت والتقدير عنده: ألا تروني رجلا هذه صفته فحذف الفعل مدلولا عليه بالمعنى.
وزعم بعضهم: أنه محذوف على شريطة التفسير أي: ألا جزى الله رجلا جزاه خيرا. وألا على هذا للتنبيه. وقال يونس: ألا للتمني ونون الاسم للضرورة.. وقول الخليل أولى لأنه لا ضرورة في إضمار الفعل بخلاف التنوين. وإضمار الخليل أولى من إضمار غيره لأنه لم يرد أن وأما قول ابن الحاجب في تضعيف هذا القول: إن يدل صفة لرجل فيلزم الفصل بينهما بالجملة المفسرة وهي أجنبية فمردود بقوله تعالى: إن امرؤ هلك ليس له ولد ثم الفصل بالجملة لازم وإن لم تقدر مفسرة إذ لا تكون صفة لأنها إنشائية. اه كلام المغني.
وقدر العامل غير الخليل ألا أجد رجلا. وقدره بعضهم ألا هات رجلا. وروي أيضا ألا رجل بالرفع والجر فالرفع اختاره الجوهري على أنه فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور أي: ألا يدل رجل. وقيل: رجل: مبتدأ تخصص بالاستفهام والنفي وجملة يدل خبره. والجر على) تقدير ألا دلالة رجل فحذف المضاف وبقي لامضاف إليه على حاله.
وقال الصاغاني في العباب: الجر على معنى أما من رجل. وهما ضعيفان. وجملة جزاه الله خيرا دعائية لا محل لها.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»