خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٥٨
عار الدهر هلا نحرت مثل ما نحر غالب وكنا نعطيك مكان كل ناقة ناقتين فاعتذر أن إبله كانت غائبة ونحر نحو ثلاثمائة ناقة. وكان في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه فمنع الناس من أكلها وقال: إنها مما أهل لغير الله به ولم يكن الغرض منه إلا المفاخرة والمباهاة فجمعت لحومها على كناسة الكوفة فأكلها الكلاب والعقبان والرخم.
وقد أورد القالي هذه الحكاية في ذيل أماليه بأبسط مما ذكرناه وأورد ما قيل فيها من الأشعار وما مدح به غالب وهجي به سحيم.
تتمة بيت الشاهد نسبه ابن الشجري في أماليه للأشهب بن رميلة. وكذا غيره. والصحيح أنه من قصيدة لجرير لا خلاف بين الرواة أنها له. وهي جواب عن قصيدة تقدمت للفرزدق على قافيتها. وكان الفرزدق تزوج حدراء الشيبانية وكان أبوها نصرانيا وهي من ولد بسطام بن قيس وماتت قبل أن يصل إليها الفرزدق وقد ساق إليها المهر فترك المهر لأهلها وانصرف.
* يقولون زر حدراء والترب دونها * وكيف بشيء وصله قد تقطعا * * يقول ابن خنزير: بكيت ولم تكن * على امرأة عيني إخال لتدمعا * * وأهون رزء لمرىء غير عاجز * رزية مرتج الروادف أفرعا) * (وما مات عند ابن المراغة مثلها * ولا تبعته ظاعنا حيث دعدعا * فأجابه جرير بقصيدة طويلة منها:
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»