خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٤
في الإصابة: وفيه نظر لأنهم لم يذكروا للمنذر ولدا اسمه محمد انتهى.
والصواب ما في الجمهرة وبه يزول الإشكال.
قال صاحب الأغاني: وكانت عند أحيحة سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش إحدى نساء بني عدي بن النجار له منها عمرو بن أحيحة ثم أخذها هاشم بعد أحيحة فولدت له عبد المطلب بن هاشم وكانت امرأة شريفة لا تنكح الرجال إلا وأمرها بيدها وإذا كرهت من رجل شيئا تركته.
وكان أحيحة كثير اللمال شحيحا عليه يبيع بيع الربا بالمدينة حتى كاد يحيط بأموالهم وكان له تسع وتسعون بئرا كلها ينضح عليها وكان له أطمان: أطم في قومه يقال له المستظل وهو الذي تحصن فيه حين قاتل تبعا الحميري وأطمه الضحيان بالعصبة في أرضه التي يقال لها الغابة بناه بحجارة سود ويزعمون أنه لما بناه أشرف هو وغلام له ثم قال: لقد بنيت حصنا) حصينا ما بنى مثله رجل من العرب أمنع منه ولقد عرفت موضع حجر منه لو نزع وقع جميعا.
فقال غلامه: أنا أعرفه قال: فأرنيه يا بني قال: هو هذا وصرف إليه رأسه فلما رأى أحيحة أنه قد عرفه دفعه من رأس الأطم فوقع على رأسه فمات. وإنما قتله لئلا يعرف ذلك الحجر أحد. فلما بناه قال:
* بنيت بعد مستظل ضاحيا * بنيته بعصبة من ماليا * * للستر مما يتبع القواضيا * أخشى ركيبا أو رجيلا غاديا * وسيأتي إن شاء الله تعالى تتمة الكلام عليه في شرح شواهد الشافية عند شرح قوله: أخشى ركيبا أو رجيلا غاديا. فإنه من شواهده وشواهد
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»