خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ١١٧
* وأغفر عوراء الكريم ادخاره * وأعرض عن شتم اللئيم تكرما * على أنه يرد على من اشترط التنكير في المفعول له هذا البيت وبيت العجاج السابق. فإن قوله: ادخاره مفعول له وهو معرفة.
قال الأعلم: نصب الادخار والتكرم على المفعول له ولا يجوز مثل هذا حتى يكون المصدر من معنى الفعل المذكور قبله فيضارع المصدر المؤكد لفعله كقولك: قصدتك ابتغاء الخير.
فإن كان المصدر لغير الأول لم يجز حذف حرف الجر لأنه لا يشبه المصدر المؤكد لفعله كقولك: قصدتك لرغبة زيد في ذلك لأن الراغب غير القاصد انتهى.
لكن المبرد أخرجهما من هذا الباب وجعلهما من باب المفعول المطلق قال في الكامل: قوله: وأغفر عوراء الكريم ادخاره أي: أدخره ادخارا. وأضافه إليه كما تقول: ادخارا له.
وكذكلك قوله: تكرما غنما أراد لتكرم: فأخرجه مخرج أتكرم تكرما انتهى.
وأغفر: أستر يقال: غفر الله لي أي: ستر عني العقوبة فلم يعاقبني. والعوراء بالفتح: الكلمة القبيحة ومنه العورة للسوءة وكل ما يستحى منه. والادخار افتعال من الذخر.
وروى أبو زيد ف نوادره: وأغفر عوراء الكريم اصطناعه
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»