خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٩
مثلين في الاسم الآخر إنما هما متقاربان والأكثر في المتقاربين إذا تحرك الأول منهما فالأقيس أن لا يدغم الأول في الثاني كما يدغم المثلان.
وذلك: أن مباينة الحرفين في المخرج إذا انضم إليهما الحركة قويا على منع الإدغام فامتنع كما يمتنع لحجز الحرف بينهما وليس كذلك المثلان إذا حجزت بينهما الحركة لأن الحركة أقل وأيسر في الصوت من الحرف فلم يبلغ من قوتها أن تحجز بين المثلين ويمنع الإدغام كما يمنع منه في أكثر الأمر إذا انضم إلى الحركة الاختلاف في مخرجي الحرف.
وأما قول صاحب الهاذور: والدليل على صحة ذلك وأن هذا هو الذي ذهب إليه سيبويه وإن كان عنده عوضا في هذا الموضع أيضا: أنه تعاطى الفرق بينهما.. فتعاطيه الفرق بينهما لا يدل أن كان تعاطى على اتفاقهما عنده وليس لنسخه كلام سيبويه في جملة الهذر فائدة ولا معنى لاحتجاج من احتج بشيء لا يعرفه ولا يفهمه وإنما وكده في غالب رأينا بتسويد الورق) وإفساده.
وأما تفسير المعترض لقولنا إنهما لو كانتا ههنا عوضا كما هما في هذا الاسم لفعل بهما ما فعل بالهمزة في اسم الله. فإن عني به أنهما كانتا تلزمان ثم كانت الألف تنقطع في النداء فليس على ما قدر ولكن المراد به: أن الألف واللام في الاسمين لو كانا على حد واحد لكان الناس إذا سقط منه حرف التعريف لا يدل على ما كان يدل عليه والحرف لاحق به كما أنه في اسم الله إذا خرج منه لا يدل على ما يدل عليه وهو فيه.
وأما قوله: حاكيا لكلامنا: فأما استدلاله على أنهما في الناس غير عوض بقول الشاعر: على الأناس الآمنينا وأنه لو كان عوضا لم يكن ليجتمع مع المعوض منه فهذا يلزمه بعينه فيما ذهب إليه في اسم الله. وذلك أنه يقال له: ألست تقول الإله فتدخل الألف واللام على إله ولا تحذف الهمزة مع دخولها.. إلى آخر الهذر.
أقول: ليس الأمر كما تظناه هذا العامي المريض لما ذكر سعيد عن قتادة في قوله تعالى: هل تعلم له سميا: لا سمي لله ولا عدل له كل خلقه مقر له
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»