أناس فإذا أدخلت الألف واللام عليه قلت الناس ليس يدل قوله: ومثل ذلك أناس أن التماثل بينهما يقع على جميع ما الاسمان عليه إنما يدل على أن المماثلة تقع على شيء واحد. ألا ترى أن مثلا إذا أضيفت إلى معرفة جاز أن يوصف به النكرة لأن ما يتشابهان به كثير وإنما يتشابهان في شيء من أشياء. ومن ثم كان نكرة وكان هذا الأغلب.
ولو كان التشابه يقع بينهما في كل ما يمكن أن يتشابها به لكان مخصوصا غير مبهم ومحصورا غير شائع. وفي أن الأمر بخلاف هذا دلالة على أن الظاهر من كلام سيبويه ليس على ما قدره هذا المعترض يدل على ذلك ما ذهب إليه أهل العلم في قوله تعالى: فجزاء مثل ما قتل من النعم فقال قائلون: جزاء مثل ما قتل في القيمة وقال قائلون: جزاء مثله في الصورة ولم يذهب أحد فيما علمناه إلى أن المعنى جزاء مثل ما قتل في القيمة والصورة جميعا.
فكذلك قول سيبويه: ومثل ذلك أناس إنما يريد مثله في حذف الفاء في ظاهر الأمر لو لم تدل دلالة على أن قولهم الناس ليس كاسم الله: في كون الألف واللام عوضا من الهمزة المحذوفة.
فكيف وقد قامت الأدلة على أن قولهم الناس: قد فارق ما عليه هذا الاسم في باب العوض على ما سنذكره إن شاء الله وإذا كان الأمر في إضافة مثل ما قلنا تبين أن هذا المعترض لم يعرف قول سيبويه. وليس في لفظ سيبويه شيء يدل على أن الهمزة في أناس مثل الهمزة في الاسم الآخر: في أنه عوض منها شيء كما عوض هناك. ويبين ذلك: أنه حيث أراد أن يرى النظائر في العوض أفرد ذكر الاسم فقال: وهي في إله بمنزلة شيء غير منفصل من الكلمة كما كانت الميم في اللهم غير منفصلة وكما كانت التاء في الجحاجحة والألف في يمان وأختيها بدلا من الياء. فأما الدلالة على أن حرف التعريف ليس بعوض فهي أن الألف واللام تدخل مع * إن المنايا يطلع * ن على الأناس الآمنينا * وأن الأناس وأناس في المعنى واحد إلا فيما أحدث حرف التعريف من التعريف. وقد جاء في كلامهم ناس وأناس. فمن يقول أناس يقول الأناس ومن