خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ٤١٤
قال أبو علي في إيضاح الشعر: يحتمل أن تكون إن نافية كأنك قلت: ما خلت أن المنتأى عنك واسع لأنك كالليل المدركي أينما كنت. ويجوز أن تكون إن للجزاء كأنه قال: إن خلت أن المنتأى عنك واسع أدركتني ولم أفتك كما يدركني الليل. والأول أشبه ا. ه.
وقد اعترض الأصمعي على النابغة في هذا البيت فقال: تشبيهه الإدراك بالليل يساويه إدراك النهار فلم خصه دونه وإنما كان سبيله أن يأتي بما ليس له قسيم حتى يأتي بمعنى ينفرد به أقول: إنما قال: كالليل ولم يقل: كالصبح مثلا لأنه وصفه في حال سخطه فشبهه بالليل وهوله. فهي كلمة جامعة لمعان كثيرة. كذا في تهذيب الطبع.
وهذا البيت من شواهد تلخيص المفتاح أورده شاهدا لمساواة اللفظ للمعنى. وما أحسن قول ابن هانئ الأندلسي في هذا المعنى:
* أين المفر ولا مفر لهارب * ولك البسيطان: الثرى والماء * * خطاطيف حجن في حبال متينة * تمد بها إيد إليك نوازع * الخطاطيف: جمع خطاف وهي الحديدة التي تخرج بها الدلاء وغيرها من البئر. و حجن: معوجة جمع أحجن وحجناء. يقول: أنا في قبضتك تقدر علي متى شئت لا أستطيع الهرب منك وهو مثل. و نوازع: جواذب يقال: نزعت من البئر دلوا أو دلوين. وبئر نزوع: إذا كان * سيبلغ عذرا أو نجاحا من امرئ * إلى ربه رب البرية راكع *
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 » »»