وقد قال الكميت:
* ولا أكوي الصحاح براتعات * بهن العر قبلي ما كوينا * قال ابن أبي الإصبع: في التحبير أنشد ابن شرف القيرواني ابن رشيق:
* غيري جنى وأنا المعاقب فيكم * فكأنني سبابة المتندم * وقال له هل سمعت هذا المعنى فقال: سمعته وأخذته أنت وأفسدته فقال ممن فقال: من النابغة الذبياني حيث يقول: وكلفتني ذنب امرئ وتركته كذي العر يكوى غيره وهو راتع فهذا المعنى الذي أخذته. و أما إفساده فلأنك قلت في صدر بيتك: إنك عوقبت بجناية غيرك ولم يعاقب صاحب الجناية ثم قلت في عجز بيتك: إن صاحب الجناية قد شركك في العقوبة. فتناقض معناك: وذلك أنك شبهت نفسك بسبابة المتندم وسبابة المتندم أول شيء يألم في المتندم ثم يشركها المتندم في الألم فإنه متى تألم عضو من الحيوان تألم كله لأن المدرك من كل مدرك حقيقته وحقيقته على المذهب الصحيح هي جملته المشاهدة منه والمكوي من الإبل يألم وما به عر وصاحب العر لا يألم جملة. فمن ههنا أخذت المعنى وأفسدته انتهى.
وهذا تدقيق فلسفي لا مدخل له في الشعر.) * وذلك أمر لم أكن لأقوله * ولو كبلت في ساعدي الجوامع * كبلت: جمعت من الكبل وهو القيد. و الجوامع: الأغلال جمع جامعة.
* أتاك بقول لهله النسج كاذبا * ولم يأت بالحق الذي هو ناصع *