خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ٤١٠
كالثور يضرب لما عافت البقر شيء كان قديما ثم تركه الناس. ويدل عليه قول الراجز:
* وكان شكر القوم عند المنن * كي الصحيحات وفقء الأعين * ثالثها: قيل: إنما كانوا يكوون الصحيح لئلا يتعلق به الداء لا ليبرأ السقيم حكى ذلك ابن دريد.) رابعها: قال أبو عبيدة: هذا أمر لم يكن وإنما هو مثل لا حقيقة. أي: أخذت البريء وتركت المذنب فكنت كمن كوى البعير الصحيح وترك السقيم لو كان هذا مما يكون. قال: ونحو من هذا قولهم: يشرب عجلان ويسكر ميسرة. ولم يكونا شخصين موجودين.
خامسها: قيل: أصل هذا: أن الفصيل كان إذا أصابه العر لفساد في لبن أمه عمدوا إلى أمه فكووها فتبرأ: ويبرأ فصيلها ببرئها لأن ذلك الداء إنما كان سرى إليه في لبنها. وهذا أغرب الأقوال وأقربها إلى الحقيقة.
ومن روى كذي العر بفتح العين فقد غلط. لأن العر الجرب ولم يكونوا يكوون من الجرب وإنما كانوا يكوون من القروح التي تخرج في مشافر الإبل وقوائمها خاصة.
وقوله: كذي العر حال من مفعول تركته أو تقديره: تركا كترك ذي العر وجملة: يكوى غيره تفسيرية وجملة: هو راتع حال من غير. وهذا ضربه مثلا لنفسه. يقول: أنا بريء وغيري سقيم فحملتني ذنب السقيم وتركته.
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»