خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ٤٠٨
في النسخ وصوابه عن وجه الفتح في قول النابغة: مقالة أن قد قلت وأنشد البيتين فقال: ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي فقيل له: الجواب فقال ابن الأبرش: قد أجاب. يريد أنه لما أضيف إلى المبني اكتسب منه البناء فهو مفتوح لا منصوب. ومحله الرفع بدلا من: أنك لمتني وقد روي بالرفع. وهذا الجواب عندي غير جيد لعدم إبهام المضاف. ولو صح لصح البناء في نحو: غلامك وفرسه ونحو هذا مما لا قائل به.
ثم قال: وإنما هو منصوب على إسقاط الباء أو بإضمار أعني أو على المصدرية. وفي البيت إشكال لو سأل السائل عنه كان أولى وهو إضافة مقال إلى أن قد قلت فإنه في التقدير مقالة) قولك ولا يضاف الشيء إلى نفسه. وجوابه: أن الأصل مقالة فحذف التنوين للضرورة لا للإضافة وأن وصلتها بدل من مقالة أو من أنك لمتني أو خبر لمحذوف.
وقد يكون الشاعر إنما قال: مقالة أن بإثبات التنوين ونقل حركة الهمزة فأنشده الناس بتحقيقها فاضطروا إلى حذف التنوين. ا. ه.
ولا يخفى أن هذا كله تعسف وإنما هو من إضافة الأعم إلى الأخص لأن مقالة أعم من قولك. وهي من الإضافة البيانية كشجر الأراك. أي: مقالة هي هذا القول.
* أتوعد عبدا لم يخنك أمانة * وتترك عبدا ظالما وهو ضالع * قال أبو عبيدة: ظالم: جائر متحامل. وضلع أي: جار. وروي: ظالع
(٤٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»