وقيل هو قطعة مطلقا فالجزع بالفتح المصدر والجزع بالكسر منقطع الوادي وقيل هو الفزع ومنه قوله تعالى * (أجزعنا أم صبرنا) * والفزع أخص من الخوف وهو انقباض يعتري الإنسان ونفار من كل شيء مخيف وهو من جنس الجزع والمنفس قال في القاموس وشئ نفيس ومنفوس ومنفس بالضم يتنافس فيه ويرغب ونفس ككرم نفاسه ونفاسا بالكسر ونفسا بالتحريك والنفيس المال الكثير ونفس به كفرح ضن وعليه بخير حسد وعليه الشيء نفاسه لم يره له أهلا انتهى وفي عمدة الحفاظ وأصل المنافسة مجاهدة النفس للتشبيه بالأفاضل في غير إدخال ضرر على غيره وشئ نفيس منفوس به أي مضنون والإهلاك لشيء إيقاع الهلاك به والهلاك على أربعة أوجه أحدها وهو المراد هنا افتقاد الشيء عنك وهو موجود عند غيرك ومنه هلك عني سلطانيه. والثاني هلاك الشيء باستحالة وفساد كقوله تعالى * (ويهلك الحرث والنسل) * والثالث الموت نحو إن امرؤ هلك والرابع الشيء من العالم وعدمه رأسا وذلك هو المسمى فناء كقوله تعالى * (كل شيء هالك إلا وجهه) * وقد يطلق الهلاك على العذاب والخوف والفقر ونحوها لأنها أسبابه يقول لا تجزعي من إنفاقي النفائس ما دمت حيا فإني أحصل أمثالها وأخلفها عليك ولكن أجزعي إذا مت فإنك لا تجدين خلفا منى وهذا البيت آخر قصيدة للنمر بن تولب يصف نفسه فيها بالكرم ويعاتب زوجته على لومها فيه وكان أضافه قوم في الجاهلية فعقر لهم أربع قلائص واشترى لهم زق خمر فلامته على ذلك فقال هذه القصيدة وهي (الكامل) * قالت لتعذلني من الليل اسمع * سفه تبيتك الملامة فاهجعي *
(٣٠٨)