قال الفناري إنما لم يجز هاهنا رجوع الضمير إلى المصدر المدلول عليه وهو اللوم أو إلى الشاعر على سنن الالتفات لأن مقصود الشاعر قوم زهير فإن الذوق السليم يفهم من هذا البيت تحريض أقربائه على لومه ولومهم على ترك لومه ولعل قوم زهير غير قوم الشاعر والله أعلم 1 ه وقوله على ما جر في القاموس الجريرة الذنب والجناية جر على نفسه وغيره جريرة يجر بالضم والفتح جرا وقال حفيد السعد قوله على ما جر أي على العار الذي جره ومده من كل جانب وناحية بسبب الظلم والعداوة لكنه قدس سره قد كتب في الحاشية يقال جر عليهم جريرة أي جنى جناية وقال الفناري وقد يروى بالحاء المهملة والزاي المعجمة من الحز وهو القطع 1 ه وهذا لا وجه له هنا والرواية إنما هي الأولى كما يأتي وبعده * بكفي زهير عصبة العرج منهم * ومن بيع في الركبين لخم وغالب * والبيتان من شعر أبي جندب بن مرة القردي قال السكري في شرح أشعار هذيل زهير من بني لحيان وجر جنى أي جر على نفسه جرائر من كل جانب وروى قومه زهير 1 ه يعني بنصب قومه ورفع زهير وعليه لا شاهد فيه وقوله بكفي زهير إلخ عصبة مبتدأ والظرف قبله خبره ومن يبيع معطوف على المبتدأ والعصبة الجماعة والعرج بفتح العين المهملة وسكون الراء بعدها جيم قرية جامعة بين مكة والمدينة بها قتل قوم زهير وسبي نساؤهم وذراريهم وضمير منهم لقوم زهير والظرف حال من عصبة بتقدير مضاف له وللمعطوف أي قتل العصبة في العرج وسبي من بيع في الركبين حال كونهم من قوم زهير بسبب جناية كفي زهير ولخم وغالب بدل من الركبين ولخم حي من اليمن وغالب قبيلة من قريش ويقدر منهم أيضا بعد قوله ومن بيع وسبب هذا الشعر ما رواه السكري قال مرض أبو جندب وكان له جار من خزاعة اسمه خاطم فقتله زهير اللحياني وقتلوا امرأته فلما برأ أبو جندب من مرضه خرج من أهله حتى قدم مكة فاستلم الركن وكشف عن استه وطاف
(٢٨٦)