وقوله ما زال مذ عقدت يداه إلى آخره هذا البيت استشهد به النحاة في عدة مواضع منهم ابن هشام أورده في المغني شاهدا لإيلاء الجملة الفعلية ل مذ كما يليها الجملة الأسمية وأورده أيضا في شرح الألفية لقوله خمسة الأشبار حيث جرد المضاف من أداة التعريف وهو حجة على الكوفيين في جوازهم الجمع بين تعريف المضاف باللام والإضافة إلى المعرفة مستدلين بقول عرب غير فصحاء الثلاثة الأبواب والمسموع تجريد الأول من أداة التعريف كما قال ذو الرمة أيضا (الطويل) * وهل يرجع التسليم أو يكشف العمى * ثلاث الأثافي والديار البلاقع * و سما ارتفع وشب من السمو وهو العلو وأدرك بمعنى بلغ ووصل وفاعلهما ضمير يزيد وقوله خمسة الأشبار أراد طول خمسة أشبار بشبرالرجال وهي ثلثا قامة الرجل وينسب إليها فيقال غلام خماسي قال ابن دريد غلام خماسي قد ايفع في الصحاح والعباب وغلام رباعي وخماسي أي طوله أربعة أشبار وخمسة أشبار ولا يقال سداسي ولا سباعي لأنه إذا بلغ ستة أشبار أو سبعة أشبار صار رجلا والغلام إذا بلغ خمسة أشبار عندهم تخيلوا فيه الخير والشر ولهذا قال بعض العرب أيما غلام بلغ خمسة أشبار فاتهمته قتلته هذا ما عندي وأما الناس فقد اختلفوا في تفسيره على أقوال أحدها قال ابن السيد في شرح شواهد الجمل ومعنى فأدرك خمسة الأشبار ارتفع وتجاوز حد الصبا لأن الفلاسفة زعموا أن المولود إذا ولد لتمام مدة الحمل ولم تغيره آفة في الرحم فإنه يكون في قدة ثمانية أشبار من شبر نفسه وتكون سرته بمنزلة المركز له فيكون منها إلى نهاية شقه الأعلى أربعة أشبار بشبره ومنها إلى نهاية شقة الأسفل أربعة أشبار ومنها إلى أطراف أصابعه من يده معا أربعة أشبار حتى أنه لو رقد على صلبة وفتح ذراعيه ووضع ضابط في سرته وأدير لكان
(٢١٤)