والفرزدق قال صاحب العباب قال الليث الفرزدق الرغيف الذي يسقط في التنور ويقولون أيضا الفرزدقة قال وقال بعضهم هو فتات الخبز وقال غيره الفرزدق القطعة من العجين وأصلها بالفارسية براذده وقال ابن فارس هذه كلمة منحوته من كلمتين من فرز ومن دق لأنه دقيق عجن ثم أفرزت منه قطعة فهي من الإفراز والدقيق 1. ه فلقب بأحد هذه المعاني ويشهد للأول ما روي أنه كان أصابه جدري وبقي أثره في وجهه ويروى أن رجلا قال له يا أبا فراس كأن وجهك أحراح مجموعة فقال تأمل هل ترى فيها حر أمك والأحراح جمع حر بالكسر وحذف لام الفعل هو فرج المرأة وأخذ الفرزدق هذا الجواب من كلام أبي الأسود الديلي فإنه كما في الأغاني قال كان طريق أبي الأسود إلى المسجد والسوق في بني تيم الله بن ثعلبة وكان فيهم رجل متفحش يكثر الاستهزاء بمن يمر به فمر به أبو الأسود يوما فلما رآه قال لقومه كأن وجه أبي الأسود وجه عجوز راحت إلى أهلها بطلاق فضحك القوم وأعرض عنه أبو الأسود ثم مر بهم فقال لهم كأن غضون قفا أبي الأسود غضون الفقاح فأقبل عليه أبو الأسود فقال هل تعرف فقحة أبيك فيهن فأفحمه وضحك القوم منه وقاموا إلى أبي الأسود فاعتذروا إليه ولم يعاوده الرجل بعد ذلك ويحتمل أنه لقب بالمعنى الثالث وبه صرح ابن قتيبة في أدب الكاتب فقال والفرزدق قطع العجين واحدها فرزدقة ومنه سمي الرجل وهو لقب له لأنه كان جهم الوجه ويحتمل أنه لقب بالمعنى الثاني بأن شبه غضون وجهه بفتات الخبز وقال ابن السيد في شرح شواهد الجمل وتبعه فيها ابن هشام اللخمي وابن خلف وغيرهما قال ابن قتيبة في طبقات الشعراء إنما سمي الفرزدق لغلظة وقصره شبه بالفتيتة التي تشربها النساء وهو الفرزدقة 1 ه أقول لم أر الفرزدقة بهذا المعنى في اللغة ولا الفتيتة بمعنى ما ذكره على أن ابن قتيبة لم يذكر في الطبقات شيئا في تلقيبه بالفرزدق ثم رأيت في الأغاني في ترجمته أن الفرزدق الرغيف الضخم الذي يجففه النساء للفتوت وروى أن الجهم ابن سويد بن المنذر الجرمي قال له ما وجدت أمك أسما لك إلا الفرزدق الذي
(٢١٩)