وأنشد بعده وهو الشاهد الثامن والعشرون ((شمس بن مالك)) وهو قطعة من بيت وهو (الطويل) (إني لمهد من ثنائي وقاصد * به لابن عم الصدق شمس بن مالك * على أنه مصروف مع أنه معدول عن شمس بالفتح وعليه اقتصر في باب العلم وإنما صرف لكونه لم يلزم الضم فإنه سمع فيه الفتح أيضا فلما لم يلزم الضم لم يعتبر عدله ولو لزم الضم لصرف أيضا لأنه يكون حينئذ منقولا من جمع شموس لا معدولا من شمس بالفتح وقد تبع الشارح المحقق في رواية الضم والفتح شراح الحماسة منهم ابن جني في إعرابها فإنه قال أما من روى شمس فتح الشين فأمره واضح كما يسمى ببدر ونحوه ومن رواه شمس بضم الشين فيحتمل أن يكون جمع شموس سمي به من قول الأخطل (البسيط) * شمس العداوة حتى يستقاد لهم * وأعظم الناس أحلاما إذا قدروا * ويجوز أن يكون ضم الشين على وجه تغيير الأعلام نحو معد يكرب وثهلل وموهب وموظب ومكوزة وغير ذلك مما غير في حال نظائره لأجل العلمية الحادثة فيه وليس في كلام العرب شمس إلا هذا الموضع 1 ه وفيه نظر فإن شمسا في هذا البيت مضموم الشين لا غير وإن المضموم غير المفتوح كما فصله الحسن العسكري في كتاب التصحيف فإنه قال بعد ما أورد هذا البيت شمس مضموم الشين بطن من الأزد من مالك بن فهم وكل ما جاء في أنساب اليمن فهو شمس بالضم وكل ما جاء في قريش فهو شمس بالفتح انتهى
(٢٠٣)