وهذان البيتان من قصيدة لابن ميادة كما قال السيرافي شبه ناقته بسرعتها بحمار وحش قارح يحدو ثماني أتن أي يسوقها مولعا بلقاحها حتى تحمل وهي لا تمكنه فتهرب منه لأن الأنثى من الحيوان غير الإنسان لا تمكن الفحل إذا حملت والرحال جمع رحل وهو كل شيء يعد للرحيل من وعاء للمتاع ومركب للبعير وحلس ورسن وضمير رحالها للناقة وعلقن بالبناء للمفعول والنون ضمير الرحال والحبال واكتسب المضاف الجمعية من المضاف إليه لأنه يصح سقوطه والقويرح مصغر قارح وهو من ذي الحافر الذي انتهت أسنانه وإنما ينتهي أسنانه في خمس سنين والتصغير للتعظيم والشحاج بفتح الشين المعجمة وتشديد الحاء المهملة قال في الصحاح هو الحمار الوحشي وهو بدل من قويرح أو عطف بيان ويحدو بمعنى يسوق وفاعله ضمير الشحاج والجملة صفة له وأراد بالثماني أتنه ولهذا حذف التاء منه أو لأن المعدود محذوف والمولع من أولع بالشيء بالبناء للمفعول فهو مولع به بفتح اللام أي أغرى به وعلق به واللقاح كسحاب ماء الفحل في رحم الناقة وفي المصباح اللقاح بفتح اللام وبكسرها اسم من ألقح الذكر والأنثى أي أحبلها وحتى غاية لقوله يحدو وهم بالشيء من باب قتل إذا أراده ولم يفعله والزيغة بفتح الزاي المعجمة وسكون المثناة التحتية وبالغين المعجمة مصدر زاغ يزيغ أي مال والإرتاج بالكسر مصدر أرتجت الناقة إذا أغلقت رخمها على ماء الفحل يريد أن هذا الحمار عدا خلف أتنه ليلقحها ويركبها حتى تحبل فهربت منه فكأنه ساقها سوقا عنيفا حتى همت بإسقاط ما أرتجت عليه أرحامها من الأجنة وإزلاقه وكأن زمام هذه الناقة مرتبط بهذا الحمار الشديد الحرص على اللقاح بأتنه فهي تعدو بعدوه وهذا غاية في سرعة الناقة وروى بربقة الإرتاج والربقة بكسر الراء المهملة وسكون الموحدة وبالقاف أراد به العقد لأنها إذا أغلقت فم الرحم على ماء الفحل فكأنها عقدته ومنه الحديث فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه أي عقد الإسلام وأصل الربقة واحد الربق بالكسر وهو حبل فيه عدة عرى تشد به البهم الواحدة من العرى ربقة ولابد من تقدير مضاف على هذه الرواية أي حتى هممن بحل ربقة
(١٦٧)