بالدين، وتزرع السوء وتهدر طاقات كان الأولى بها أن تجند للإفادة والبناء. إننا بمسيس الحاجة إلى القفز على هذه الحواجز الوهمية التي هي رأسمال جماعة كانوا وما يزالون العقبة الكبيرة في دروب الأمة والمعين على التمزق والعامل على التخلف.
وليس من الخفي ما قاسيناه من مآسي سببها الدس أو سوء الفهم والانغلاق على النفوس والتقوقع ضمن دائرة لا نريد أن نخرج منها رغم نداء القرآن الكريم: " إن هذه امتكم أمة واحدة وانا ربكم فاعبدون " الأنبياء 92.
9 - ولما كنت بهذا الصدد من لفت النظر إلى وحدة المنبع عند المسلمين فلا يفوتني الإشارة إلى ما خسرناه بموت أول مؤسسة علمية جسدت جانبا لا باس به من وسائل الوحدة بين المسلمين وقطعت خطوات في سبيل ذلك ليست ذلك ليست بالقليلة، وجندت رعيلا من كرائم القرائح والأقلام ومن عباقرة الجيل للقيام بدور مشرف في سبيل تحقيق الهدف المرجو من التئام شمل المسلمين وقد استبشرنا بها وعلقنا عليها آمالا كبيرة واملنا أن تكون بداية لما هو أكمل، وانتفعنا ببواكير عطائها اللامع مما زودت به المكتبة الاسلامية من بحوث ناضجة وقيمة، بل وأيم الحق هي نفائس، حتى انبرت لها ردة عنيفة وجند لها النفط بطارقته فقضى عليها وحرم المسلمين من عطاء ثر ومنهج سليم، في سبيل ربحه وتحقيق رسالته الخبيثة.
لقد ضرب الصحوة بما حشده من أقلام مأجورة تحسن نبش الدفائن وإثارة الضغائن، وبما أنفقه من مال سحت، وبما لوح به من منصب وجاه يتهاوى أمامها ضعاف النفوس. فكان له ما أراد وعاد بالقافلة لترتد عن خطوات قطعتها، وحقق بذلك مجموعة من الاهداف أيسرها وجود مكان له تحت سقف الاسلام وهو عب ء على الاسلام في تفكيره ومناهجه، ولكنه يقدم على طبق من ذهب تحمله أصابع تحس