وتبسيطها فيه خدمة لأكبر قدر ممكن من القراء الذين لا تسمح ثقافتهم وأوقاتهم بالانصراف إلى الموسوعات الطويلة والمعمقة للتزود منها، فلو لخص بعض ما فيها بأمانة علمية وأسلوب معاصر ففي ذلك خدمة نحن بحاجة لها، وملء لشواغر هي عرضة لان تملأ بالتهريج والخطا والافتعال أحيانا. وهذا الامر يحمل كل باحث مسلم مسؤولية المبادرة وقطع الطريق على المرتزقة الذين ألغموا مسار الفكر الاسلامي وشحنوا مشاعر المسلمين بزاد أقل ما يقال فيه أنه موبوء والله سائلهم عن ذلك.
8 - إن أبرز إيجابيات الكتابة في هذه المواضيع أنها تضع القارئ وجها لوجه وبدون حجب مزيفة أمام وحدة المنبع عند المسلمين في الفقه والعقائد - ألا وهي الكتاب والسنة - وكل مصادر التشريع الباقية تنتهي إليها بشكل وآخر في حجيتها. بالإضافة إلى تبين مناهج ومشارب الفقهاء في استدلالاتهم مما يسلكهم جميعا في دائرة موحدة. إن هذا مما يغرس في نفس القارئ المسلم حسن الظن والعقيدة بكل فرق المسلمين ويبدد ما أراده المشبوهون أو المغفلون والمنتفعون من أوهام وأضاليل وعلى أحسن الفروض من شبه.
لقد غرس بفعل عوامل متعددة الكثير من الشبه في نفوس المسلمين عن بعضهم البعض، فإذا قرا أحدهم الآخر فقد واجه القطع بنفسه وليس وراء القطع حجة، فلا يبقى بعد ذلك مجال لرمي البعض بالبدع واختلاق النسب لهم. وبذلك سنجند جيلا ناشئا من المسلمين يتولى شرف الدفاع عن وحدة المسلمين بعيدا عن وعاظ السلاطين ومرتزقة موائد الظلمة والمتسكعين على مصادر الطمع من أبواب الحكام ومؤسسات السوء ومستنقعات الحقد والكراهية. ولولا بعد القارئ المسلم عن الالمام بحضارته والانفتاح على زاد الاسلام من أي بعد من الابعاد لما قامت هذه السوق بما فيها من دكاكين تبيع التفرقة وتتاجر