النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٢٢٩
بالحركة، ويدعوهم باستمرار إلى العمل، والانسجام مع الدين ومن هنا ينشأ صراع داخلي بين القوى الدينية في النفس، القوى الخيرة التي تدعو إلى التعالي الأخلاقي والالتزام الديني، وبين القوى الشهوية، والأهواء، والميول الشخصية من جنس، وعدوان، وامن الخ. وهو صراع - ككل صراع نفسي - بغيض للنفس البشرية تحاول بشتى الأساليب ان تتخلص منه، وان تجد له (حلا).. تتوافق به القوى النفسية، وتنسجم في عملها، واتجاهاتها.
والفكر التبريري هو أبسط الأساليب، وأشملها في حل الصراعات الداخلية بين القوى الأخلاقية، والقوى الغريزية الشهوية، والميول، والأهواء.. ومن هنا يحاول الانسان دائما ان يخدع ضميره الأخلاقي، ليمارس شهواته وأهواءه براحة بال..
والمعنى السائد في الفكر التبريري، الذي يحاول التغطية على الانحراف، والتوفيق بين الأوضاع المنحرفة المائعة، وبين الدين هو (تغيير الرسالة)، وتحريفها لتنسجم مع واقع الانحراف، والانحلال.. ومن خلال الفكر التبريري هذا يغير الانسان الرسالة السماوية، ويحرفها، بدلا عن أن يتغير بها.. ويشوهها.. وينزل بها إلى واقعه، بدلا عن أن يصعد بها ويتنمى.
ونستعرض هنا ألوانا من الفكر التبريري لتغطية الانحراف.. والخروج عن الاستقامة الشرعية، وطاعة الله سبحانه.. مستخلصة من واقع الحياة الدينية للمسلم المعاصر.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»