النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٢٣٣
جوهره، وروحه استسلام لله تعالى، وعبودية كاملة له.
(ان الاسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين) والانسان المسلم هو الانسان الذي يلتزم بأحكام الله، ويتورع عن محارمه.. مهما بدت، وفي أي مجال شرعت من مجالات الحياة.. غير أن الكثيرين ممن يعيشون في هذا العصر - ومن اجل التوفيق بين انتمائهم التقليدي للدين من جهة، وبين التسيب السلوكي عندهم وتأثرهم بالمضمون الحضاري الغربي - يفهمون جوهر الاسلام في مجموعة من التعاليم الاجتماعية، والأخلاقية، وفي الالتزام السياسي بقضيته، واما الجوانب الفردية فهي موضع اهمال وتجاوز، لأنها لا تتناسب مع السياق العام، الذي يبدو لهم الاسلام فيه..
وهؤلاء - في واقع الامر - يأخذون من الاسلام.. ولا يأخذون بالاسلام منهجا كاملا للحياة.. ان الاسلام في جوهره فتنة لهذا الانسان، واختبار لحس العبودية لله عنده، ووسيلة لاظهار المضمون الأخلاقي الديني في شخصيته.. وهو لهذا شامل التشريع، واسع المجالات، فيه التعليم الاجتماعي إلى جانب النهج السياسي، والنهج التربوي الروحي، والنظام الأخلاقي، والاحكام التي لا نعرف لها سرا، ولا حكمة.. والاحكام التي أريد بها اختبارنا، وفتنتنا.. ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حيي عن بينة. ونحن ملزمون في كل ذلك محاسبون عليه مسؤولون عنه.
فليس الاسلام، اذن جمعية سياسية لا تجد فيها سوى الفكر
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»