(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر، ان الأرض يرثها عبادي الصالحون) (48) فمهما طال النصر على أجيال الرسالة، وضاقت الأرض بهم فان النتيجة الحاسمة.. في المنطق الرباني الذي لا يكذب ولا يخطأ.. هي للذين آمنوا، وعملوا الصالحات، وللايمان والعمل الصالح.. ذلك أن الله سبحانه قد خلق هذا الانسان، وكل ما سخر له، وانزل كل الكتب، وأرسل كل الأنبياء الذين نعرفهم، والذين لا نعرفهم من اجل هذه الغاية.
(وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون) وما تجارب الصراع.. بين الهدى، والضلال الا من اجل الوصول إلى هذه الغاية.
وقد تسأل هنا: اذن لماذا هذه المدة الطويلة والزمن المديد، ولم تتحقق النبوءة الاسلامية، ولم يتحقق النصر الكامل للايمان على وجه الأرض؟
ان الله سبحانه - - خلق هذا الكون للفتنة والاختبار، لفتنة الانسان واختبار فعاليته الذاتية، ووجدانه الأخلاقي ولم يشأ سبحانه ان يفرض عليه قضية الايمان - لو شاء ذلك لهدى الناس جميعا لان في فرض هذه القضية نقضا للغرض الكوني الأصيل وهو (ان يحقق الانسان انسانيته وأخلاقيته باختياره ومن خلال الهدي الإلهي والهدي الإلهي فقط) فيقتصر دور الله سبحانه في عملية التغيير الشامل على الهداية العامة.. والهدي النازل على الأنبياء، وبعض التدخلات الأخرى.. اما الفعل التغييري،