الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ٩٥
وبناء على هذا لا ينبغي اليأس من رحمة الله تعالى. ولا ييأس أحد من رحمة الله تعالى إلا إذا لم يكن يعتقد بالله.
ولهذا مهما كان الذنب كبيرا إذا رجع عنه العبد حقيقة وأصلح نفسه، واختلج قلبه، واستشعر الندم على ماضيه، فمن المسلم أن الله تعالى يغفر له.
(شعر):
عد إلي عد مهما كنت عد، لو كنت كافرا أو عابدا للصنم عد.
فعتبتنا هذه ليست عتبة يأس حتى لو كسرت توبتك مائة مرة أيضا عد.
(إن الله يحب التوابين) أي أن الله تعالى يحب الإنسان التائب ولو أنه نقض توبته سابقا.
أقسام الذنوب وكيفية التوبة منها:
والموضوع الثالث هو أن الذنوب تنقسم إلى أربعة أقسام: وتختلف توبة هذه الأقسام.
الأول: حق الله، مثل قول الكذب الذي هو أحد الذنوب الكبيرة وشرب الخمر الذي هو ذنب كبير جدا، ومثل ذاك الذي قد امتلأت خلايا بدنه من النغمات والموسيقى المبتذلة.
وأفلام الفيديو، ومن هذه الأشرطة المبتذلة التي يتعامل بها يكون الذنب أحيانا من هذا النوع، ويسمى " حق الله ". ما هي توبة هذا النوع من الذنوب؟ يجب إحراق هذه الأشرطة وإتلاف هذه الأفلام، والتنزه عن قول الكذب وشرب الخمور، والندم على ما مضى وإصلاح نفسه وأن لا يرتكب هذه الذنوب ثانية، فإذا أصلح نفسه حقيقة فان الله يغفر له. أو مثل تلك المرأة الرديئة الحجاب إذ هي قد ارتكبت ذنبا عظيما بعدم ارتدائها الحجاب الكامل. وهذا الذنب كبير إلى درجة انا نقرأ في الروايات ان المرأة إذا تعطرت وشم عطرها رجل ليس من محارمها. فان السماوات والأرض والملائكة والحائط والباب تلعنها، إذا أثارت المرأة شهوة شاب بإظهار جمال وجهها فقد ارتكبت ظلما، وذنبا كبيرا. ولكن إذا وضعت عباءتها على رأسها وأصلحت حجابها بصورة صحيحة وتركت ما كان منها من عدم الاهتمام بحجابها فان الله تعالى يغفر لها. هذا هو القسم الأول.
القسم الثاني: وهو حق الله أيضا. ولكن حق الله الذي يجب تداركه. مثل ترك الصلاة. فالإنسان الذي يترك الصلاة فان عمله
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»