الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ١٠٠
أن يبقى الإنسان دائما باحثا عن الله مفتشا عن الله. وبتعبير القرآن الكريم:
(لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) (3).
جاء الأنبياء من أجل أن يعلم الإنسان أنه دائما في مرأى ومسمع من الله وليس عنده جلوة وخلوة، ولا يكون هناك فرق عنده بين أن يكون وحيدا أو في وسط الناس، وأخيرا لكي يبقى قلبه نابضا على كل حال قائلا يا رب يا رب.
الدعاء من امتيازات الشيعة:
أحد الأمور التي يمتاز بها الشيعة من غيرهم هو الدعاء. فللشيعة مثل الصحيفة السجادية التي تسمى زبور آل محمد (ص). وزبور أهل البيت هذا هو كتاب دعاء. أي أن الإمام الرابع (ع) عندما وقع في طريق مسدود ولم يستطع التبليغ وقول الحق فقال في ثنايا أدعية الصحيفة السجادية كل ما أراد أن يقوله. ولكن بالإضافة إلى ذلك فان الصحيفة السجادية تعني إيقاظ الفطرة.
وللشيعة كتاب مصباح المتهجد للشيخ الطوسي وكتاب الإقبال للسيد ابن طاووس، وأخيرا كتاب مفاتيح الجنان للمحدث القمي وكتاب زاد المعاد للعلامة المجلسي.
لا تحسبوا مفاتيح الجنان للمحدث القمي قليلا. كتاب المفاتيح بنظر إمام الأمة قدس سره كتاب أخلاق. معمل لصناعة الإنسان. ومفاتيح الجنان بنظر هذا الرجل الكبير كلام صاعد والقرآن الكريم كلام نازل، وكلاهما حديث مع الله. يقول الإمام قدس سره: القرآن الكريم نازل. أي أنه نازل من الله عز وجل إلى عباده، وتنزل من الحجب النورانية والظلمانية ليكون قابلا للفهم، قابلا للرؤية والاستماع. مفاتيح المحدث القمي كلام صاعد، أي كلام يذهب من ناحيتنا إلى رب العزة. أي أن قولكم يا رب يا رب وقراءتكم لدعاء أبي حمزة الثمالي وقولكم يا الله في هذه الليلة تذهب جميعها إلى حضرة الباري جل وعلا. الكلام الصاعد يعني الكلام الذاهب إلى الأعلى. وأخيرا فان القرآن الذي هو الكلام النازل مفيد جدا لتهذيب النفس، والمفاتيح التي هي كلام صاعد مهمة جدا لصناعة الإنسان.
وكلاهما كلام مع الله. فعندما يقرأ شخص القرآن فان الله يتكلم معه، ولكن
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»