الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ٥٢
أو يغتسل ولا يعرف أحكام الغسل، وقد تصل الأمور إلى درجة أن رجلا عمره سبعون عاما يسأل: أأغتسل غسل الحيض قربة إلى الله؟!، ولا تتصوروا أن هذا الكلام عامة أو أنه قليل الحصول، كلا فإن هذا يتكرر كثيرا.
وهل يعقل ان يحيط شخص بمسائل دينه وليس له علاقة بالمنبر والمحراب.
يجب ويلزم على الجميع ان يطلعوا على المعلومات العامة المقروءة والمكتوبة منها، ويجب ويلزم على الجميع ان يتعلموا المعارف الدينية العامة من لا يعلم يرد النار.
في يوم القيامة يأتي أناس كانوا قد صلوا ولكن صلاتهم كانت خاطئة فيقال (هلا تعلمت)؟ لماذا لم تتعلم؟ أصلاتك أهم أم التجارة، اختيار الزوجة أو انتخاب الزوج أهم أم الصلاة والصيام والدين.
وهل حصولك على شهادة الثانوية أو شهادة الليسانس، أو صيرورتك طبيبا أو مهندسا أهم بالنسبة لك من الدين، هنا في الدنيا يمكن أن يتكلم بالديبلوم والليسانس، ولكن يوم القيامة يجب أن يقول ديني. فيقال له: لماذا لم تتعلم أمور دينك؟ وهناك يحمل إلى النار.
مهمة ثقيلة تقع في عاتق الرجال وهي:
(يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) (1).
يعني ان الرجال إضافة إلى وجود تعلمهم أحكام الدين فان عليهم تعليم نسائهم وأبنائهم، إضافة إلى كون التعلم وظيفة خاصة بهم كذلك فهم مسؤولون عن تعليم زوجاتهم وأبنائهم وبناتهم، فإذا أكملت البنت تسع سنين، وأكمل الولد خمس عشر سنة يجب أن يتعلموا أحكام الدين وتلك وظيفة الآباء.
كان النبي الأكرم (ص) ومن على منبره يقول أحيانا: الويل لأبناء آخر الزمان من تقصير آبائهم وأمهاتهم، قالوا يا رسول الله ألأن الآباء والأمهات مشركون؟
قال مسلمون ولكنهم يفكرون بدنيا أبنائهم، ولا يفكرون بآخرة أبنائهم.
قال النبي الأكرم (الويل لأبناء...) (2).
الأمهات تفكر كيف تجتاز بناتها لدراسة الثانوية وكيف تجيد التطريز ولا يفكرن بدين البنات.
الويل لذلك الولد الذي شغله أبوه بتحصيل شهادة الدبلوم أو
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»