الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ٦٣
، جمع الشيطان الكبير كل الشياطين حوله وقال ماذا نفعل، لأن نبي الله قد ولد ولا يمكن إضلال الناس بعد. فقال الخناس: أستطيع اضلالهم عن طريق الدين والوسوسة فيصيرون إلى النار.
- الوسوسة الفكرية:
تارة ترتبط الوسوسة بالقلب وخطراته ولا تتعلق بالأفعال ويسمى هذا النوع من الوسوسة الفكرية وهي موجودة بكثرة وهي تنشأ عادة من ضعف الإرادة. فعندما تضعف أعصاب الإنسان أو يتعرض للمصاعب، أو يرى مصيبة كبيرة، يصاب من الناحية الروحية بالوسوسة الفكرية، وهي على مراتب فتارة تكون بمستوى الشك والشبهة فقط، وقد بحثنا حولها، كما ذكرنا طرق العلاج.
وتارة تشتد وترتفع حتى قد تصل - والعياذ بالله - موضعا يسئ فيه القول على الله ويعتقد ان أفعال الله ظالمة.
ويبدأ يشك بالقرآن قليلا قليلا حتى يصل إلى وضع يشتم فيه (في قلبه) الله والنبي والأئمة والمقدسات، هذا نوع من الوسوسة الفكرية وتوجد أنواع أخرى منها تتعلق بدنيا المرء وأعماله أو بعلاقته بالناس كسوء الظن مثلا، ما هو محل حديثنا هو الوسوسة الفكرية فلا بد من ذكر العلاج، وعلاجها سهل جدا، وهو ان يصرف نفسه كلما أتاه ذلك الشك.
مثلا كلما شك فعليه أن لا يحسب لذلك حسابا ولا يعطيه أهمية ما يتكلم مع أي كان، أو أن يأخذ شيئا ويأكله ويصرف نفسه عنه وعلى هذا المنوال ولن يطول الوقت حتى يختفي هذا الشك رويدا رويدا.
يقول الإمام الصادق (ع): لا تعتنوا بهذا الخبيث أعني الخناس ولا تمكنوه منكم وسوف يولي عنكم إذا لم تبالوا به ولن يعود إليكم، فإن تجاوبتم معه أقبل عليكم.
وقول الإمام الصادق (ع) يستند إلى أصل قرآني:
(إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون) (6).
بعد تكرار التأكيد مما يعرفه أهل العلم جيدا يقول تعالى:
ان الشيطان ليس له سلطان على الإنسان، ولكن أي إنسان؟
ذلك الإنسان الذي لجأ إلى الله واستعاذ به، ذلك الإنسان الذي قد أحكم ارتباطه بربه.
يتسلط الشيطان على
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»