الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ١٣٣
يكذب ولا يمد بصره وترتدي المرأة الحجاب الصحيح ولا يأكل أموال الناس بالباطل، وأخيرا لا يكون في ذمته حق لله ولا حق للناس لأنه في مرأى ومسمع من الله سبحانه.
يريد الله منا أن نكون أوفياء، ويقول عن غير الأوفياء له سبحانه: (وما قدروا الله حق قدره) (4).
أي أن هؤلاء الناس لم يعرفوا حق الله. هؤلاء الناس غير أوفياء لله تعالى.
ولكن ربما يكون الخطاب ممزوجا بالعتاب، يقول: (قتل الإنسان ما أكفره) (5).
قتل الإنسان ما أكثر خيانته، لأنه في ملك الله يأكل رزق الله وفي مقابل ذلك يعصيه. قد أعطاه الله تعالى جميع نعم وخيرات هذا العالم ولكنه لا يصلي ركعتين لله، أو يصليها كسلانا، أو يصليها بشكل سيئ، وحقيقة أن مثل هؤلاء الأشخاص هم من أتعس أفراد البشرية الذين لا يهتمون بالمقام الإلهي المقدس.
واني أرجو من الجميع وخاصة الشباب إذا أرادوا ان يعملوا عملا أو يقولوا شيئا أو حتى إذا فكروا أن يجعلوا هذه الآية القصيرة نصب أعينهم ثم ليرتكبوا أي عمل أرادوا، وهذه الآية هي:
(ألم يعلم بأن الله يرى) (6).
اقرأوا هذه الآية الشريفة في اليوم عدة مرات فبالإضافة إلى كونها قراءة للقرآن تعلمون أيضا بأن الله يرى. وكرروها حتى تصدقوا بأن الله يرى، بل يرى بشكل جيد، أقرب إلي من حبل الوريد، بل يفهم هو أولا ثم نفهم نحن.
(ان الله يحول بين المرء وقلبه) (7).
وهذه هي المرتبة الرابعة للخلوص.
المرتبة الخامسة للخلوص: المحبة لله:
المرتبة الخامسة للخلوص وهي تلك المرتبة التي تكون العبادة فيها لله تبارك وتعالى فيجتنب عن الذنب من أجل الله سبحانه، ودافعه إلى ذلك هو محبة الله تعالى في قلبه عشق الله، وذلك العشق والمحبة له سبحانه يلجئه ليصلي ولا يخالف الخالق جل شأنه.
ومحبة الله تعالى قد أحرقت جميع الأوثان في قلبه. ومحبة الله هي من النيران التي تحطم الأوثان، تحطم الأوثان ثم تحرقها أيضا. وإذا تمكن حب الله في قلب فإنه لا يرى شيئا في هذا العالم إلا حسن.
(شعر):
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»