الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ١٣٤
استحسن العالم لأنه قد أخذ حسنه منه وأعشق كل العالم لأنه منه وإذا استطاع المرء أن يجعل محبة الله في قلبه وكانت محركا له للاجتناب عن الذنوب، فان هذه العبادة هي عبادة الأحرار كما قال الإمام السجاد (ع).
ماذا تعني عبادة الأحرار؟ ربما كان الإنسان عبدا لبطنه، وربما كان عبدا للرئاسة، وربما كان عبدا لهواه، وربما كان عبدا للشيطان.
ولكن حينما يمزق كل هذه العبوديات ولا يكون عبدا إلا لله سبحانه، فمثل هذا الإنسان هو إنسان حر. وعندما يكون إنسانا حرا فان عبادته تكون عبادة الأحرار، فعبادة الأحرار هي تلك العبادة التي لا يكون في القلب أي شئ سوى محبة الله تعالى.
وإذا أرادنا محبة الله تعالى، وإذا أردنا محبة أهل البيت (ع)، فيجب أن تكون العلاقة مع الله سبحانه هي الإيمان الكامل، وذلك الشئ الذي يحطم المحبة هو الذنب، وذلك الشئ الذي يحرق المحبة هو الذنب. وذلك الشئ الذي ينمي محبة الله هي الصلاة في أول وقتها، الصلاة مع الخشوع والخضوع، الصلاة مع حضور القلب، الصلاة مع التعقيب.
أيها الشباب إذا أردتم الدنيا، إذا أردتم الآخرة فأدوا الصلاة في أول وقتها، الصلاة مع الجماعة، الصلاة مع الخضوع. ونقرأ في الروايات: أنه عندما خلق الله الجنة قال لها: تكلمي، فقالت:
(بسم الله الرحمن الرحيم قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون) (8).
أفلح المؤمن الذي هو خاشع في صلاته، وبالإضافة إلى محافظته على الصلاة يصليها بأدب ومع حضور قلب.
يا أصحاب الحوائج! يا أهل البلاء! لا تضيعوا الصلاة في أول وقتها. والذي يؤخر صلاته بدون عذر عن أول وقتها يندم في الدنيا والآخرة، يبتلى ويمتحن. إذا أردتم الخير فلتكن صلاتكم في أول الوقت فإن استطعتم فصلوها في المسجد ومع الجماعة، وإن لم تستطيعوا فصلوها في بيوتكم ومحل عملكم في أول وقتها.
وتورث صلاة الليل محبة الله سبحانه. وعندما يأتي حب الله يقتلع جذور جميع الأوثان. ومن كان في قلبه حب الله فلا يؤثر فيه برد الشتاء، فينهض منتصف الليل ويكسر
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»