توزيع الأغذية والأوكسجين في البدن، وتحمل في رجوعها غاز ثاني أوكسيد الكاربون إلى الرئتين وعن طريق عملية التنفس تخرجه إلى خارج البدن وإذا توقفت الكريات الحمر عن العمل فان الإنسان يموت.
والميكروبات التي تدخل الجسم عن طريق الأذن والأنف والفم قد جعل الله تعالى لها حارسا دوارا لدفع أضرارها وهي كريات الدم البيضاء، ويتجاوز عددها في جسم الإنسان على المليارد.
وارتفاع حرارة البدن هي نعم الله لأنها لا سلكي وجرس الخطر وحارس دوار للحفاظ على البدن. وأعظم النعم هي نعمة العقل، أكنت ترضى لو أن الله أعطاك جميع إيران والدنيا وسلب منك عقلك؟ أبدا.
وأنتم أيها الموالون أترضون أن تعطى لكم الدنيا ويسلب عنكم حب أمير المؤمنين (ع)؟ أبدا. (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) (2). أنزل عليكم نعمه كالمطر ولكنكم - مع الأسف - غافلون وبدل أن تشكروا الله عليها فإنكم مع ذلك تعتبون.
وبناء على هذا فان مراتب الخلوص هي عبادتنا له سبحانه شكرا على نعمه التي وهبها لنا.
والأهم من ذلك الاجتناب عن الذنوب لأننا في مرأى ومسمع منه تعالى. أي ان الدافع لترك الذنوب هو الخجل والحياء منه سبحانه، يقول القرآن:
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) (3).
أي ارتكب أي ذنب تريد ولكن لا تغفل انك في مرأى ومسمع من الله تعالى، وفي مرأى ومسمع من رسول الله (ص)، وفي مرأى ومسمع من جميع الأئمة الطاهرين، وخاصة في مرأى ومسمع قطب عالم الإمكان، محور الوجود، الواسطة بين الغيب والشهود ولي العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف.
ومن هذا القبيل إن الإنسان إذا نظر وإذا تحدث وإذا تصور يجب أن يعلم أنه في مرأى ومسمع من الله ورسوله والأئمة الطاهرين (ع). فجميع هؤلاء حاضرون وناظرون. وشئ جيد ألا يقدم الإنسان على المعصية على الأقل حياء من الله تعالى. ويطلق أهل القلوب الحية على هذا اسم العبادة الاستحيائية. أي أن الإنسان عندما يرى بأن الله تعالى ناظر إليه يستحي فلا يغتاب ولا يتهم ولا