الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ١٤٣
وقبر ببغداد لنفس زكية تضمنها الرحمن في الغرفات فقال له الإمام: أقول لك شعرا وأضفه إلى قصيدتك وهو:
وقبر بطوس يا لها من مصيبة ألحت على الأحشاء بالزفرات إلى الحشر حتى يبعث الله قائما يفرج عنا الهم والكربات فقال دعبل: يا سيدي لمن هذا القبر؟ فأجابه الإمام (ع): قبري ثم تكرر بعد ذلك في أشعار دعبل ذكر الظاهر بالسيف والحامل راية الإسلام بيده وناشرها على ربوع الأرض فقال له الإمام (ع): أتعرفه؟ فقال دعبل: يا بن رسول الله أعلم أنه من أهل البيت ويزهر العالم في عصره. فقال الإمام: ذلك ابني الرابع والذي يظهر بعد غيبة ناشرا راية الإسلام على الأرض.
وأمثال هذه الروايات كثير، أكثر من ثلاثمائة رواية من طرق الشيعة والسنة فيها جملة: " به يملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا " إشارة للمهدي (ع). ويمكن القول بأن هذه الرواية متواترة لفظا. يعني أن صدورها عن النبي والأئمة الطاهرين (ع) واضح كالنهار وغير قابل للإنكار أبدا. وقد ذكرت الروايات المتعلقة بالإمام المهدي روحي فداه صفة له وهي: " به يملأ الله الأرض عدلا... " أي أنه (ع) يظهر ويجعل الله راية الإسلام في يده لينشرها في أرجاء المعمورة ويملأ الأرض بأسرها عدلا.
والقسم الثالث من روايات الرسول الأكرم والأئمة الطاهرين (ع) صريحة واضحة تماما، ويوجد لدينا خمسون رواية تقريبا من هذا النوع. أي أنها جاءت باسم الإمام الثاني عشر المبارك ومواصفاته الشخصية. ومن جملة هذه الروايات رواية جابر بن عبد الله الأنصاري: ان النبي الأكرم (ص) كان على المنبر ونزلت هذه الآية الشريفة: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (2) فقال جابر:
يا رسول الله قد عرفنا الله الذي يجب ان نطيعه، ونعرفك أيضا فنطيعك، ولكن من هم أولو الأمر المذكورون في القرآن حتى نطيعهم؟
فقال (ص): " أولو الأمر " خلفائي من بعدي، أولهم علي بن أبي طالب، والثاني الحسن بن علي بن أبي طالب، والثالث الحسين بن علي، والرابع ابنه
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 » »»