الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ١٠١
للأسف ان الأذن لا إصغاء لها لتسمع.
ولذا من المستحب عندما تصلوا إلى قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا) أن تقولوا: " لبيك "، أي أن الله تعالى حين يناديكم يا أيها المؤمنون! قولوا " نعم "، كما أن الله سبحانه قد وعدكم الإجابة حينما تتكلمون معه وتدعونه:
(ادعوني استجب لكم) قولوا " نعم " حين يناديكم الله لتسمعوا " نعم " الله حين تدعونه.
الصلاة حوار مع الله:
الدعاء هو الكلام مع الله سبحانه. ومن هنا فإن الصلاة حوار ومعراج. والمصلي يتكلم مع الله ويكلمه الله، فعندما يقرأ الحمد والسورة يكلمه الله. وفي بقية أجزاء الصلاة يتكلم هو مع الله.
وأخيرا فان من أول قوله الله أكبر إلى تسليم الصلاة إما أن يتكلم مع الله أو يكلمه الله. ولذا يقول أهل القلوب الحية: " الصلاة معراج المؤمن " وقد ذهب النبي الأكرم (ص) إلى مقام (قاب قوسين أو أدنى) من أجل أن يتكلم مع الله. وقد أوجب الله تعالى علينا الصلاة بواسطة هذا النبي، وجعل صلاة الليل علينا مستحبة، حتى نعرج إليه تعالى في أي وقت نشاء، وفي أي وقت نريد أن يتكلم الله معنا أو نتكلم مع الله فانا نستطيع ذلك. فهنيئا لمن كانت صلاته معراجا له.
حلاوة العبادة والدعاء:
هنالك جملة قالها الإمام الحسين والإمام السجاد (ع) كذلك وبعض هذه الأدعية ذات مضامين عالية بحيث إذا تعامل الإنسان مع مثل هذا النوع من الكلام فإنه يصل إلى مقام الوجد حقا، ويصير مجذوبا حقا. يقول:
" يا من أذاق أحباءه حلاوة المؤانسة ".
أي يا من أذاق أحباءه حلاوة المناجاة وحلاوة الدعاء والصلاة فيعلم أن أحباء الله لا يتلذذون بالأكل والشرب فقط، بل يتلذذون بالدعاء والصلاة أيضا.
ونقرأ في الروايات ان البعض عندما يدخلون الجنة يغرقون في عالم الرحمة، وتبقى حور العين التي أرسلها الله سبحانه إليه متحيرة سبعمائة عام، فتشتكي بعد ذلك وتقول: إلهي ألم تخلقني من أجل هذا؟ إنه ليس له أي اهتمام بي. فيأتيها الخطاب: دعيه غارقا في عالم رحمتي فإنه عاشقي.
وينقل المرحوم
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»