الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٩٨
وقال (ص): إن ربكم يقول: أنا خير شريك فمن أشرك في عمله أحدا غيري تركت العمل كله له ولم أقبل إلا ما كان خالصا، ثم قرأ (ص): (فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ([الكهف / 111] (1).
وقال (ص): سيأتي على الناس زمان تخبث فيه سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعا في الدنيا، لا يريدون به ما عند ربهم، يكون دينهم رياء، لا يخالطهم خوف، يعمهم الله بعقاب، فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم (2). إلى غير ذلك مما ورد في ذم الرياء عن النبي وأهل بيته الأطهار.
خاتمة البحث الرابع ولنختم هذا البحث الخاص بشفاء القرآن للأمراض الروحية في العبادات بخطبة جليلة للإمام علي أمير المؤمنين (ع) تشتمل على بيان أنواع العبادات الباطلة والدعوة إلى الإخلاص بعبادة الله عز وجل والتي يذكر فيها بعثة النبي (ص) والأهداف منها ومدح القرآن الذي أنزل عليه وأنه يفرق به بين الحق والباطل ويستعرض فيها أخبار وأوصاف أهل آخر الزمان في مكرهم ومنكراتهم ويحث فيها على اتباع أئمة الهدى والإرشاد إلى غير ذلك مما تضمنته هذه الخطبة الجليلة من المعارف الحقة التي يدل على صحتها الوجدان والعيان نذكرها كلها بنصها ليعتبر فيها من اعتبر فإن فيها الشفاء من أكبر الأدواء.

(1) (الدر المنثور) للسيوطي ج 4 ص 255 ونقله عنه الطباطبائي في (الميزان) ج 13 ص 438.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»