الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٩٩
الاستشفاء بخطبة رائعة لأمير المؤمنين (ع) في الموضوع وفي وصف أهل آخر الزمان وروى الشيخ الكليني في (روضة الكافي) بسنده أن أمير المؤمنين (ع) خطب بذي قار فحمد الله واثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن الله تبارك وتعالى بعث محمدا (ص) بالحق ليخرج عباده من عبادة عباده إلى عبادته ومن عهود عباده إلى عهوده ومن طاعة عباده إلى طاعته ومن ولاية عباده إلى ولايته بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وبدءا وعذرا ونذرا، بحكم قد فصله وتفصيل قد أحكمه وفرقان قد فرقه وقرآن قد بينه ليعلم العباد ربهم إذ جهلوه وليقروا به إذ جحدوه وليثبتوه إذ أنكروه فتجلى لهم سبحانه في كتابه من غير أن يكونوا رأوه فأراهم حلمه كيف حلم واراهم عفوه كيف عفا واراهم قدرته كيف قدر وخوفهم من سطوته وكيف خلق ما خلق من الآيات وكيف محق من محق من العصاة بالمثلات واحتصد من احتصد بالنقمات وكيف رزق وهدى وأعطى واراهم حكمه كيف حكم، وصبر حتى يسمع ما يسمع ويرى فبعث الله عز وجل محمدا (ص) بذلك.
ثم إنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس في ذلك الزمان شئ أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل ولا أكثر من الكذب على الله تعالى ورسوله (ص) وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته ولا سلعة أنفق بيعا ولا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرف عن مواضعه وليس في العباد ولا في البلاد شئ أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر وليس فيها فاحشة أنكر ولا عقوبة أنكى من الهدى عند
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»