الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٨٣
أخبرنا الله عز وجل في آية أخرى عن عداوته وحذرنا من متابعته وأخبرنا عن هدفه بدعوته وهي جرنا معه إلى عذاب النار فقال تعالى: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ([فاطر / 7].
ج - إطاعة رؤساء الكفر والضلال فيما يخالف أمر الله ومن مصاديق الطاعة المحرمة إطاعة رؤساء الكفر والضلال فيما يخالف أمر الله قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ([النحل / 37] أي اجتنبوا عبادة الطاغوت.
والطاغوت مفرد ويراد به الجمع وهم كل متبوع لا يرضى الله باتباعه وفي طليعتهم الرؤساء الطغاة الذين لا هم لهم إلا تثبيت أركان ملكهم وسلطانهم وسيطرتهم على الشعوب المستضعفة علوا واستكبارا.
ولذلك لا تجوز الطاعة ولا الخضوع لهم ولأوامرهم ودعوتهم إلا فيما دعا إليه الرسول المرسل من قبل الله عز وجل وبذلك يكون الإنسان عابدا لربه لا لهم، أما الطاعة والخضوع لهم من دون الرجوع إلى أوامر الله ودعوة رسله فهو عبادة وتأليه لهم واتخاذهم أولياء له من دون الله. ومعلوم إن المعبود والإله والولي الحقيقي والواقعي هو الله لا غير وبيده الأمور كلها لا بيد غيره إلا من باب التمليك المؤقت الزائل الذي يمدهم الله به اختبارا وامتحانا لهم ولمتبعيهم، فالله هو المعبود وهو مالك الملك، ولكن قسما من الناس من عبدة الهوى والشيطان - مع علمهم بذلك - اتخذوا لهم
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»