الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٧٩
والقسم الثاني من أقسام الطاعة للمخلوق إطاعة بأمر من الله وإذن تشريعي منه تعالى ولكنها إطاعة مشروطة ومقيدة غير مطلقة كإطاعة الولد لوالديه وإطاعة علماء الدين الصالحين بل وإطاعة سائر المؤمنين.
وإنما كانت إطاعة هؤلاء مشروطة ومقيدة غير مطلقة لأنهم لم يكونوا معصومين كعصمة الرسول وأهل بيته الطاهرين "، لذا تكون واجبة فيما إذا أمروا بواجب، ومستحبة إذا أمروا بمستحب، ومحرمة فيما إذا أمروا بمحرم ومكروهة إذا أمروا بمكروه ومباحة بل راجحة إذا أمروا بمباح.
نعم الوالدان خصوصا لو ألزموا أولادهم بشيء وإن كان مباحا راجحا مع ذلك يلزمهم الإطاعة لهم لأن الله تعالى أمر وأوصى بالطاعة والشكر والإحسان للوالدين بالخصوص. وإلى هذا كله يشير قوله تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير (14) وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ([لقمان / 15 - 16].
الثالث: الإطاعة المحرمة ومصاديقها: - والقسم الثالث من أقسام الطاعة للمخلوق إطاعة محرمة وذلك فيما إذا كانت إطاعة ذلك المخلوق منهيا عنها من الله ورسوله (ص) وأهل بيته " ولها مصاديق عديدة، وإليك البيان:
أ - إطاعة الإنسان لنفسه الأمارة بالسوء
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»