الرجل فتحدث له الالتهابات الفتاكة في أعضائه التناسلية، وقد تتورم وتتقرح ولا سيما مجرى البول، وقد تنتقل تلك الميكروبات إلى المثانة والحالبين والكلى، كما أن ماء الرجل لابد وأن يفسد فور نزوله واختلاطه مع دم الحيض الفاسد وإذا فسد أضر بهما معا، كما أن المرأة تحتقن عندها الأعضاء التناسلية وأغشيتها التناسلية حال الحيض وإذا حصل الجماع اشتد الاحتقان وقد يحدث عندها التمزق لتلك الأغشية فتنتشر العدوي من المكروبات الموجودة وتنتقل من مكان الرحم إلى أمكنة ابعد مما يؤثر في صحتها، كما ان المقاربة ربما منعت نزول الحيض ويسبب ذلك عليها الاضطراب العصبي واختلال الدورة الحيضية، كما ان المرأة يحدث عندها الاشمئزاز والنفور النفسي عند مقاربتها أثناء الحيض وهي صدمة نفسية يعرفها علماء النفس، وقد يحدث هذا الاشمئزاز والنفور عند الرجل أيضا لما يشعر في قرارة نفسه من قذارة دم الحيض فحينئذ يكون الجماع خاليا من اللذة المطلوبة، وطبيعي إذا فقدت اللذة ولم يحصل جذب المرأة لمني الرجل تماما لفقدان الشهوتين يحصل عندهما الضرر، كما يستنزف الرجل منيه دون أية فائدة لعدم تحقيق حصول الحمل غالبا، ولو أتفق أن عقد منه جنين فسوف يكون بدون شك - غير صحيح جسما وروحا وعقلا وأخلاقا ولعل لهذا السبب يقال: فلان ابن حيضة.
وعلى كل أمر الله الرجال باعتزال النساء وعدم مقاربتهن بالجماع أثناء الحيض تحريما باتا بالإجماع عند جميع المسلمين، وإذا خالف الرجل هذا الحكم وقارب زوجته أثناء الحيض فعليه ان يتوب إلى الله عز وجل، وان يؤدي الكفارة ومقدارها يختلف باختلاف زمان الوطء ذلك لأن أيام الدم - عند الفقهاء - تنقسم إلى ثلاثة أقسام فإذا كان الوطء في القسم الأول