انزل الله على رسوله لا يخالف العقل السليم والذوق المستقيم. ولا يجعل الحائض أيام حيضها منبوذة محقرة.
تعالى الله سبحانه عن مثل هذا التشريع الظالم للزوجين.
والغرض ان اليهود كانوا يشددون في أمر المحيض هذا التشدد الشائن والعجيب الغريب.
وأما النصارى فكانوا بالعكس من ذلك حيث يتهاونون في أمور المحيض، ولم يكن عندهم ما يمنع من الاجتماع بهن والاقتراب منهن ومقاربتهن بالجماع أيام حيضهن.
وأما المشركون من العرب فمنهم من تبع اليهود بالتشدد في أمر معاشرتهن، ومنهم من تبع النصارى حيث كانوا يستحبون إتيان النساء في المحيض، ويعتقدون ان الولد - الذي يتكون أثناء المحيض - سيصير سفاحا ولوعا في سفك الدماء وذلك مستحسن عند أهل العشائر من البدويين.
أما الإسلام فقد أخذ في أمر المحيض طريقا وسطا - بين التشديد التام الذي عليه اليهود ومن تبعهم من العرب، وبين الإهمال المطلق الذي عليه النصارى ومن تبعهم من بعض العشائر من البدويين. وهو المنع عن إتيان النساء في محل الدم أثناء الحيض فقط والأذن فيما دون ذلك.
وقد ورد عن انس بن مالك ان بعض الصحابة سأل رسول الله (ص) عن ذلك - ويقال: ان السائل يقال له ثابت بن الدحداح فأنزل الله على رسوله هذه الآية الكريمة: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا