صروف الزمان ثانيا، كما يؤدي إلى سوء الأخلاق من التطاول على الناس والعجب والخيلاء بل يؤدي إلى الكفر والطغيان.
أنظر إلى يزيد بن معاوية لما أقبلت الدنيا عليه - بعد قتل الحسين (ع) - كيف تطاول وكيف أعجب بنفسه حتى صار يفتخر على الحسين وذلك حين وضع رأس الحسين بين يديه، قال مخاطبا أهل مجلسه وهو يشير إلى الرأس الشريف: ان هذا كان يفتخر علي ويقول: أبي خير من أبي يزيد وأمي خير من أم يزيد وجدي خير من جد يزيد وأنا خير منه، وهذا هو الذي قتله.
أقول: حاشى سيد شباب أهل الجنة ان يفتخر على مثل يزيد الخمور والفجور، ولكن طغيانه وطيشه وغروره جعله يفتعل الأكاذيب ليخدع بذلك نفسه وأهل مجلسه، ثم أخذ بزعمه يرد على الحسين ادعاءه فقال: أما قوله: أمي خير من أم يزيد، فلعمري لقد صدق فإن فاطمة بنت رسول الله (ص) خير من أمي، وأما قوله: جدي خير من جده فليس لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر يقول: انه خير من محمد (ص)، وأما قوله: بأن أبي خير من أبي يزيد فلقد حاج أبي أباه فقضى الله لأبي على أبيه، وأما قوله: بأنه خير مني فلعله لم يقرأ هذه الآية: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير ([آل عمران / 27].
نعم. هكذا يبلغ الطغيان عند الإنسان الظلوم إذا أقبلت الدنيا عليه يحسب ويتخيل أنه محبوب عند الله بحجة ان الله قد آتاه السلطان والملك وانه أعزه بذلك في حين ان الدنيا لو كانت تساوي عند الله جناح ذبابة أو