حكمته ان يسلط عليهم تسليطا كونيا لا تشريعيا (1) ملكا جبارا يذلهم ويقتل رجالهم ويخرجهم من أبنائهم وديارهم ويستعبد نساءهم مما اضطرهم أن يرجعوا إلى نبيهم الذي قد خالفوه من قبل وسألوه أن يسأل لهم الله في أن يبعث لهم ملكا قويا يقاتلون معه في سبيل الله فاستجاب لهم نبيهم وسأل ربه ذلك فاختار لهم طالوت الذي زاده الله بسطة في العلم والجسم.
وكل من يختاره الله لا بد أن يزوده بقوة في العلم والجسم ليستطيع بهما إدارة شؤون أهل زمانه ويوصلهم إلى الكمال والأمان اللائق بهم.
وهكذا شاء الله تبارك وتعالى أن يختار لهذه الأمة الإسلامية سيد رسله وخاتم أنبيائه محمد (ص) فأرسله رحمة للعالمين وأكمل له ولأمته الدين وأتم لهم النعمة كما قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ([المائدة / 4]، وجعل شريعته جامعة لكل ما تفرق في الشرائع السابقة من النظم - في الصالح العام - وفضلها عليها.
قال تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا