الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٧٣
مسكنه، ويكون هذا من باب من يشتري العز والشرف والكمال والفضل بالسخاء وبذل المال فهو رابح أيضا كما قيل:
من شرى عزا بمال.
ليس بالمغبون عقلا.
وقال الشاعر البستي:
فطالما استعبد الأحرار إحسان.
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم.
والبخلاء من أهل هذا القسم حرصا منهم على المال وحبا به يدل على نقص في عقولهم لأن العاقل انما يحب المال ليكون به سعيدا، والبخل يحول بينهم وبين السعادة في الدارين ويمنع نسبة الفضائل والكمال إليهم، ونصرة القريب والبعيد لهم ولقد أجاد من قال:
فليس إليه ما حييت سبيل بخيلا له في العالمين خليل.
وآمرة بالبخل قلت لها اقصري أرى الناس إخوان الكرام ولا أرى إلفات نظر من ناحيتين والجدير بالذكر الذي يلزم إلفات النظر إليه هو أولا: - ان يكون الكرماء الأسخياء مجانبين في كرمهم الإسراف والتبذير الذي نهانا الله عنه بقوله تعالى: (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»