الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٧٢
وكان عبد الله بن جعفر الطيار سخيا كثير العطاء حتى لقب ببحر الجود وقطب السخاء فلا موه يوما على كثرة إعطائه فقال: ان الله عودني أن يمدني وعودته أن أجود فأخاف ان أقطع العادة تنقطع المادة (1).
ولقد أجاد من قال:
على الناس طرا قبل ان تتفلت ولا البخل يحويها إذا هي ولت..
إذا جادت الدنيا عليك فجد بها فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت.
وأما في الآخرة فله عند الله الأجر العظيم لقوله تعالى: (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير ([البقرة / 111].
وأحسن من قال:
تبخل فذو العرش جواد كريم وفي غد لك الثواب العظيم.
أحسن إلى الناس وانفق ولا.. يخلف ما تنفقه عاجلا.
وهذا الخير العميم في الدنيا والآخرة لمن ينفق طلبا لرضا الله وتقربا إليه وأما إذا كان الإنسان يفعل الخير والإحسان رغبة في الثناء عليه وحبا بنسبة الفضائل والكمال إليه فعليه ان يبني مجده على دعائم كرمه قبل بناء

(1) روى معناه صاحب (نهاية الأرب) ج 3 ص 205، كما في (العقد الفريد) ج 1 ص 225.
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»