الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٦٨
عن إنفاقه في سبيل الله إذا كان هناك سبيل لا مجرد ادخاره وحفظه، أما المراد من الإنفاق في سبيل الله هو الإنفاق فيما يتوقف عليه قيام دين الله وحفظه من انهدام بنيانه كالجهاد في سبيل الله عند وجوبه، والإنفاق في جميع مصالح الدين وشؤون مجتمع المسلمين من سائر الحقوق المالية الواجبة التي أقام الدين بها صلب المجتمع الديني، فمن كنز ذهبا أو فضة والحاجة قائمة والضرورة موجودة ولم ينفقها في سبيل الله فليبشر بعذاب أليم لأنه آثر نفسه على ربه وقدم حاجته وحاجة ولده على حاجة المجتمع الديني، ويستفاد هذا المعنى من الآية الثانية التي تذكر كيفية عذابه بما ادخره لنفسه ولم ينفقه في سبيل ربه بقوله تعالى: (هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون (فقد عاد عذابا عليكم تعذبون به أجارنا الله وإياكم من عذابه وسخطه انه سميع مجيب.
أقسام البخل في غير الواجبات والنوع الثاني من البخل في غير الواجبات له أيضا أقسام كثيرة منها:
1 - بخل الشخص على السائلين من الفقراء والضعفاء الطالبين بعض الطعام أو الملابس أو شئ قليل من النقود الصغيرة والدراهم، والبخلاء من أهل هذا القسم قليل إذ قل من يبخل بمثل ذلك ومن بخل به فهو خارج عن دائرة الإنسانية.
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»