الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٧٠
قصة عابد مع زوجته والسائل ويؤيد ذلك ما رواه الكليني في روضة الكافي بسنده عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقر (ع) انه قال: كان في بني إسرائيل رجل عابد، وكان محارفا، أي صاحب حرفة، ولكنه لا يتوجه في شئ فيصيب شيئا أي انه لا يربح من حرفته شيئا، فأنفقت عليه امرأته حتى لم يبق عندها شئ فجاعوا يوما من الأيام فدفعت إليه زوجته نصلا من غزل وقالت: ما عندي غيره انطلق فبعه واشتر لنا شيئا نأكله، فأنطلق بنصل الغزل ليبيعه فوجد السوق قد غلقت والمشترين قد قاموا وانصرفوا فقال: لو أتيت هذا الماء فتوضأت منه وانصرفت فجاء إلى البحر وإذا هو بصياد كان قد ألقى شبكته وأخرجها وليس فيها إلا سمكة رديئة، ومكثت عنده مدة حتى صارت رخوة منتنة فقال له: بعني هذه السمكة بهذا الغزل تنتفع به في شبكتك قال: نعم فأخذ السمكة ودفع إليه الغزل وانصرف بالسمكة إلى منزله واخبر زوجته الخبر فأخذت السمكة لتصلحها فلما شقتها بدت من جوفها لؤلؤة ثمينة فدعت زوجها فأرته إياها فأخذها وانطلق بها إلى السوق فباعها بعشرين ألف درهم وأنصرف إلى منزله بالمال موضوعا في كيسين فوضعه فإذا سائل يدق الباب ويقول: يا أهل الدار تصدقوا رحمكم الله على المسكين فقال له الرجل ادخل فدخل فقال له: خذ أحد الكيسين فأخذ أحدهما وانطلق، فقالت له امرأته: سبحان الله بينما نحن مياسير إذ ذهبت بنصف يسارنا فلم يكن ذلك بأسرع من ان دق السائل الباب فقال له الرجل: ادخل فوضع الكيس
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»