الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٦٤
لولديه الحسن والحسين ليلة وفاته بقوله: الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله، ثم قال (ع): وانما يجاهد في سبيل الله رجلان إمام هدى ومطيع له مقتد بهداه (1).
نرى أن أمير المؤمنين في هذه الوصية قد حث على الجهاد بالمال واللسان حثا بالغا مؤكدا عليه مرة أخرى، ثم ذكر لنا أن هذا الجهاد في سبيل الله انما يجب على الناس إذا دعا إليه إمام هدى عادل من معصوم مفترض الطاعة أو نائب خاص عنه مستحق للنيابة جامع للشرائط وإلا فلا، لذلك قال: وانما يجاهد في سبيل الله رجلان إمام هدى ومطيع له مقتد بهداه.
وقال (ع) في بعض خطبه: أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة - أي الوقاية الحقيقية - فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاء... الخ (2).
والجهاد في سبيل الله هو من أعظم أركان الإسلام وقد حث القرآن المجيد والسنة النبوية عليه في آيات وأحاديث عديدة ونكتفي من ذلك بذكر آية واحدة وحديث واحد، قال تعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم

(١) راجع الوصية في كتاب سليم بن قيس ص ١٤ - 15 ونقلها المجلسي في (البحار) ج 40 ص 229 عن الكليني في فروع (الكافي) ج 7 ص 51، وعن (الفقيه) للصدوق ص 523، و (مقاتل الطالبين) لأبي الفرج الأصبهاني ص 25، ونقلها المحمودي في (نهج السعادة) ج 1 باب الوصايا ص 159 عن عدة مصادر.
(2) راجع شرح النهج لابن أبي الحديد ج 1 ص 140، وقوله (ع): (فتحه الله لخاصة أوليائه) لعله يشير فيه إلى ان قيادته بيد الخاصة من أولياء الله كالمعصوم ونائبه القائم مقامه.
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»