الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٥٣
فتشمل البخل بالزكاة والمال وتشمل البخل بالعلم والجاه، وكل فضل من الله يمكن ان ينتفع به الناس أيضا، فالامتناع عن بذله والبخل به يكون مذموما وتشمله الآية الكريمة، ويؤيد لك ما جاء في الحديث عن نبينا الأكرم (ص) انه قال: من سئل عن علم فكتمه ألجم - بلجام - من نار، (راجع تفسير مواهب الرحمن لآية الله السبزواري ج 7 ص 120).
البخلاء سبب إفساد المجتمع وعدم انتظامه ولذلك يستحقون العذاب وانما استحق البخلاء هذا العذاب الشديد لأنهم بخلوا بما أوجب الله عليهم من الزكاة وغيرها من سائر الحقوق الواجبة الأخرى، وقد أوجبها الله على الأغنياء سدا لحاجة الفقراء وحفظا لإنتظام الإنسان في معاشه ولو أن الأغنياء أدوا حقوق أموالهم لصلح المجتمع الإنساني ولما بقي مسلم محتاجا، وان الناس ما افتقروا ولا احتاجوا إلا ببخل الأغنياء، بل ما صدر من الكثير من الناس من المساوئ والعيوب الاجتماعية كالارتداد عن الدين والاعتناق للمبادئ الهدامة الكافرة والسرقات وأنواع الاعتداءات وغير ذلك من تأييد أهل الباطل واكل الحرام والجهل بدينهم إلا ببخل الأغنياء بما أوجب الله عليهم من الحقوق، ومن هنا ورد عن أمير المؤمنين (ع) انه قال: البخل جامع لمساوئ العيوب، وهو زمام يقاد به إلى كل سوء (1).

(1) (مناهل الأشواق) للسيد محمد صفي الدين ص 111.
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»