الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٥٤
ويعني بالبخل - أولا وبالذات - البخل بالحقوق الواجبة التي لو أخرجت وصرفت في وجوهها المشروعة لإنتظمت حياة الإنسان وزال الجهل والفقر والكفر والسرقة والاعتداء من المجتمع وغير ذلك من المساوئ الكثيرة السائدة على كثير من الناس، فحقيق على الله عز وجل أن يمنع رحمته عمن منع حق الفقراء في ماله ويزيد في عذابه وعقابه دنيا وآخرة.
يقول رسول الله (ص): ان الله افترض على أغنياء المسلمين في أموالهم بقدر ما يسع فقراءهم ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا أو عروا إلا بما يصنع أغنياؤهم، ألا إن الله يحاسبهم حسابا شديدا ويعذبهم عذابا أليما.
وقريب من هذا الحديث ورد عن علي وأبنائه الطاهرين " (1).
وجاء في بعض الأحاديث القدسية ان الله تعالى يقول: المال مالي والفقراء عيالي فمن بخل بمالي على عيالي أدخله ناري ولا أبالي.
والبخل بالواجب من الزكاة وبغيرها من الحقوق الواجبة يكشف عن عدم الإيمان بالله وعدم الخوف من عذابه، ومن هنا جاء في جملة من الأخبار ان: مانع الزكاة كافر ويؤيد ذلك قول الله تعالى: (وويل للمشركين (6) الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون ([فصلت / 7 - 8].
2 - البخل بالواجب من زكاة الأبدان

(1) راجع (البحار) ج 96 ص 28، و (جامع السعادات) ج 2 ص 124.
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»